حوار بين شخصين عن الزكاة

حوار بين شخصين عن الزكاة يثمر في نهايته عن معلومات كثيرة مستفادة يتم تبادلها بين طرفي الحوار، بخصوص الزكاة والجهات المستحقة لها وصور إخراجها، بالإضافة إلى الأحاديث النبوية الشريفة الداعمة للشرح، وهو ما سيطرحه عليكم موقع فكرة.

حوار بين شخصين عن الزكاة

يعلم المسلمون جميعًا أن الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، ولكن الكثير منهم قد لا يكونوا على قدرٍ كاف من المعرفة بشروط إخراج زكاة المال، سنتناولها فيما يلي بين أحد الفقهاء وشابٍ يسأله:

• الشاب: السلام عليكم، من فضلك كنت أريد أن أعرف ما هي شروط إخراج الزكاة؟
• الفقيه: لكي تقوم بإخراج زكاة فهناك عدة شروط، الشرط الأول منها: هو الملك التام للمال.
• الشاب: كيف يكون الملك التام للمال؟
• الفقيه: بأن يكون لك حرية التصرف بذلك المال دون أي قيود، فالمال الذي لا يكون له مالك محدد كأموال الدولة ليس عليه زكاة.
• الشاب: وما الشرط الثاني؟
• الفقيه: الشرط الثاني هو النماء أي أن المال يكون قابل للإنماء، فالمال الذي لا نماء فيه لا تكون عليه زكاة.
• الشاب: فهمتك، وما الشرط الثالث؟
• الفقيه: الشرط الثالث هو بلوغ النصاب، فالزكاة لا تتم إلا بعد أن يبلغ المال مقدارًا محددًا.
• الشاب: وهل حددت الشريعة الإسلامية تلك المقادير؟
• الفقيه: نعم، حدد الشرع النصاب لكل أنواع الأموال.
• الشاب: وهل انتهت الشروط على ذلك أيها الشيخ؟
• الفقيه: لا يا بني، هناك ثلاثة شروط أخرى لإخراجك الزكاة، الشرط الرابع فيها: أن يكون المال زيادة عن الحاجات الأساسية التي يحتاجها الشخص وأهله.
• الشاب: وماذا أيضًا يا شيخ؟
• الفقيه: الشرط الخامس من شروط إخراج الزكاة هو السلامة من الدين، فإن قل المال عن النصاب فلا يصبح عليه زكاة، أما الشرط الأخير فهو حولان الحول، بمعنى أنه في حال مرور عام هجري على المال وهو في ملك صاحبه فتجوز عليه الزكاة.

حديث شريف عن الزكاة

دعم الرسول محمد جميع تعاليمنا الدينية بأحاديثه الخاصة، ومنها ما هو في الزكاة كما في الآتي:

• الشاب: هل هناك من الأحاديث الشريفة ما يوضح هذا الكلام؟
• الفقيه: نعم، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إبدا بنفسِك فتصدَّقْ عليها، فإن فضَلَ شيءٌ فلأهلِك، فإن فضَل عن أهلِك شيءٌ فلذى قرابتِك، فإن فضَل عن ذي قرابتِك شيءٌ فهكذا وهكذا”.

مصارف الزكاة

في إطار حوار بين شخصين عن الزكاة، فهناك العديد من الجهات التي يمكن أن توجه لها زكاتك وهو ما سيوضحه الحوار التالي:

• الشاب: لقد اكتسبت معلومات كثيرة من خلال معرفتي بتلك الشروط، ولكن ماذا عن مصارف الزكاة؟
• الفقيه: لقد ذكر الله تعالى في القرآن مصارف الزكاة المختلفة، وهم: الفقراء والمساكين والعاملون عليها، والمؤلفة قلوبهم، وفي سبيل الله، وابن السبيل.
• الشاب: هل يمكنك التفصيل في كل منهم يا شيخ؟
• الفقيه: بالنسبة للفقراء والمساكين فيتم إعطاءهم من الزكاة ما يكفيهم وأهلهم لمدة عام كامل.
• الشاب: وماذا يقصد بالمؤلفة قلوبهم؟
• الفقيه: يقصد بها الذين يتم إعطاءهم من أموال الزكاة بغرض كسب ودهم لإظهار روح الإسلام لهم، كالكافر الذي تود جذبة للدخول في الإسلام، أو المسلم لكي يزداد إيمانًا وثقة بالله، أو الشرير لإبعاد شره عن المسلمين الآخرين.
• الشاب: وماذا عن العاملون عليها؟
• الفقيه: يقصد بهم الذين يعملون فيما يتعلق بالزكاة سواء جمعها، أو كتابتها أو تقسيمها بأمر من ولي الأمر.
• الشاب: نعم، وماذا أيضًا؟
• الفقيه: لديك كما ذكرنا عنصر الرقاب قد كان يستخدم قديمًا، إذ يقصد به أن يتم دفع الزكاة بغرض فك أسير مسلم من أيدي الكفار أو شراء عبد مملوك وإطلاق سراحه.
• الشاب: وكيف يتم إنفاق الزكاة في سبيل الله؟
• الفقيه: بدفع الزكاة بغرض الجهاد في سبيل الله مثل شراء الأسلحة وتجهيز المقاتلين، وذلك كان قديمًا أيضًا.
• الشاب: ومن هو ابن السبيل؟
• الفقيه: هو الشخص المسافر الذي لم يتبقى معه أي أموال وانقطعت به السُبُل، واخيرًا الغارمين: أي المديونين.

أيهما أصح زكاة النقود أم زكاة الطعام

من خلال حوار بين شخصين عن الزكاة نكتشف اختلاف الكثير من الناس والعلماء حول أمر إخراج الزكاة نقدًا أم طعام، وهو ما سنوضحه في التالي:

• الشاب: كنت قد سمعت عن ارتكاب الكثيرين لعدد من المخالفات في أمر صور الزكاة، فما هي أبرز تلك المخالفات؟
• الفقيه: يقوم الكثير من الأشخاص بإخراج زكاة الفطر نقدًا، رغم مخالفة ذلك للسُنة، فقد روى أبو سعيدٍ الخدري رضي الله عنه: “كنا نُعطِيها في زمانِ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- صاعًا من طعامٍ، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من زبيبٍ”.

المغترب وزكاة الفطر

يلتزم المغترب عن وطنه أيضًا بإخراج زكاة الفطر وفق القواعد والشروط وهي كالتالي:

• الشاب: في حالة المغترب فهل يرسل زكاة الفطر إلى بلادة؟
• الفقيه: يقوم المغترب بإخراج زكاة الفطر في محل الإقامة المتواجد فيه، أما إخراجها وارسالها إلى بلاد أخرى فقد اختلف فيه الكثير من العلماء والفقهاء، فالمؤمن يحتاط ويوزعها في البلد المقيم فيها أو ما يقاربها من قرى أخرى.

الزكاة لا تزيد فقط من حسنات مخرجها، بل تزيد من بركة أمواله الواردة إليه بعدها أيضًا، فالزكاة في اللغة العربية هي النماء والزيادة والطهارة.