قصة عن بر الوالدين
محمد مزيد آخر تحديث :
قصة عن بر الوالدين ، لاشك أن الحديث عن بر الوالدين يحتاج الى العديد من الأحاديث المختلفة، كما يشمل أيضا العديد من القصص المؤثرة التي تحثُنا على بر الوالدين وعدم التسبب في غضبهم او حزنهم فيجب أن تعلم أن الوالدين سببا بعد المولى عز وجل في تواجدك في تلك الحياة، وبالتالى رضاهم من رضا الله تعالى، أما شعورهم بغضب أو حزن، فهو أمر يُغضب المولى عز وجل.
وغضب الوالدين وحزنهما بسبب الأبناء، أمر خطير يقلل البركة في حياة الأبناء، أما رعايتهما يُزيد البركة والإحسان في حياة الأبناء كما أن المقولة الذى يُقال كما تدين تُدان، تنطبق على هذا الموقف، فإذا أغضب الأبناء الوالدين، سيكون مصيرهما نفسه على يدى أبناءهم فيما بعض، فالله تعالى لا يترك حق الا ويرده الى أصحابه مهما طال الزمان.
بر الوالدين في الاسلام :
- أولى الله تعالى لبر الوالدين اهتمام خاص في رسالة الاسلام التي أرسلها الى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من أجل توصيلها الى عباد الله عبر الزمان.
- قال تعالى، “وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّل مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً”
- فبر الوالدين فرض على كل مسلم بالغ عاقل، لا ينوب عنه فيه أحد، ولا يجب التراجع عنه، ولا يجب عصيان أوامر الوالدين إلا في حالة تواجد أمر يُغضب الله تعالى.
كيفية بر الوالدين :
- بر الوالدين ليس بالأمر الصعب، بالإحسان اليهما والعطف عليهما في الكبر واتباع تعليماتهم ونصائحهما لا يصُعب على أحد فرد مسلم.
- فبر الوالدين هو الابتعاد عن القول الغليظ لهما أو التحدث اليهما بحدة أو بغضب، ويُفضل الحديث اليهم بأفضل الألفاظ التي يحبونها.
- أيضا من بر الوالدين عدم محاذاتهما في المشي وعدم التقدّم عليهما، إلا في بعض الحالات الضّرورية مثل الظلام مثلا، وذلك حفاظا عليهما.
- وأيضا وعدم الجلوس عند الدّخول عليهما إلا بإذن منهما، وأن لا يتحدث إلا بإذنهما، وأن لا يكون هناك حديث مُعارض لهما خاصة أمام الآخرين ، ولا تستقبح منهما أمراً خاصة عند كبرهما وعجزهما لأنّ ذلك يسبب لهما الأذى
قصة عن بر الوالدين :
- هناك العديد من القصص التي تُروى يوميا عن بر الوالدين والتي تمنحنا العبرة والعظة تجاة الأب والأم، ويجب التركيز في تلك القصص والتعلم منها جيدا أهمية فضل الوالدين، وأضرار الاساءة لهما.
- وتلك القصص ليست من وحى الخيال بل هى من الواقع الذى نعيشه يوميا، ولكى تتأكد من ذلك من الممكن ان تذهب الى المستشفيات المختلفة ودور الرعاية للمسنين والشوارع أيضا، لتتاكد وترى حكايات وقصص أعجب من تلك التي تسمعها عبر التليفزيون او وسائل الاعلام او السوشيال ميديا.
- فهناك رجل عجوز، توفيت زوجته، وكان يعيش مع ابنه وزجته، وهذا الرجل أصابه مرض، وظنت زوجة الأبن أنه يحتضر ويقترب من الموت، الا أن مرضه طال وأصبحت تنزعج من الأب.
- فضغطت على الابن حتى ينقله إلى أحد دور الرعاية لكبار السن، على أساس أنه سيقضى فيه وقت قصير ويلقى أجله، وأقنعته أن هذا الأمر الأفضل له ولحياتهما. فوافق الابن بوضعه في أحد دور الرعاية بحجة أن هذا سيكون مناسب له.
- وظل الأب في دور الرعاية عدة سنوات كان يلقى فيها كل الاهتمام المناسب لحالته الصحية، حتى شفاه الله من المرض وأصبح متعافي وقادر على الحركة بنشاط شديد، وكان يعمل في دار الرعاية ويكسب أموال عديدة. ويراعى غيره من النزلاء.
- وفي أحد الأيام قرر الرجل مغادرة دور الرعاية بعد أن أصبح في صحة كاملة، واحتار الأب في أمره، هَلْ يعود الى ابنه وزوجته أم يذهب الى مكان اخر، الا أنه قرر العودة من جديد الى ابنه الذى اشتاق اليه بقوة.
- عاد الاب الى ابنه فلم يجده في المنزل، بَحث عنه كثيرا فلم يعثر عليه، فقرر العودة الى البيت والانتظار لعله يكون في مكان ما وسيعود.
- وفجأة جاء للرجل طفل صغير لم يتجاوز الثمانية سنوات، ودخل المنزل يبَحث عن شئ ما، فتعجب الرجل وسأله من هو، فعرف أنه حفيده نجل ابنه، وعرف منه أن والده مريض في احد المستشفيات، وجاء الى المنزل يبَحث عن أموال حتى يأتي بالعلاج الى والده.
- اتجه الرجل سريعا نحو ابنه وأحضر له العلاج في الوقت المناسب، وعرف أن زوجته تركته بعد أن شعرت بقوة مرضه، وأنها حاولت أخذ الطفل، الا أن الأخير تمسك بوالده ورفض الرحيل وتركه مريضا.
- وهنا شعر الابن الكبير أمام والده بالضعف والهوان والندم، خاصة وأنه لم يكن مثل الطفل الصغير الذى رفض ترك والده وهو مريض، بينما هو ترك والده عند المرض منذ عدة سنوات ووضعه في دور الرعاية.
- وكان الأب الكبير أو الجد هنا، أكثر عطفا، وقرر أن يسامح ابنه، ووقف بجواره حتى تعافي، وعاد الثلاثة الى المنزل