قصة سيدنا نوح عليه السلام والدروس المستفادة منها
محمد مزيد آخر تحديث :
قصة سيدنا نوح عليه السلام والدروس المستفادة منها ، أنبياء الله تعالى تعلمنا منهم كل الأشياء عبر التاريخ البشرى، فكل منهم قصة مختلفة وعبرة يتعلم منها الأجيال المتعاقبة، فهم مُرسلون من الهدى لهداية البشرية، وابعادهم عن المعاصي والذنوب والشرور الدُنيوية.
فأرسل الله كل نبى الى قومه لهدايتهم وحثهم على الطريق السليم، فمنهم من آمن ومنهم من عصى وتكبر وطغى وحارب رسل الله وحاول اجهاض رسالته، ومن بين هؤلاء الرسل نبى الله نوح عليه السلام.
عناصر المقال
قوم نوح :
- ظهر نبى الله نوح وسط قومه، ولم يكن مر كثيرا عن بدايات الخلق، ولم يكن السكان على الأرض كثيرون، ورغم ذلك تمكن الشيطان منهم وأبعدهم عن عبادة الله، فكان البعض منهم يعبدون الأوثان.
- حيث عرف قوم نوح الأصنام من خلال التماثيل التي تم بناؤها لعدد من الصالحين السابقين، فأغواهم الشيطان وتناسوا الرسالات السابقة، وعرفوا طريق تقديس تلك التماثيل التي تطورت الى عبادة خالصة.
- حيث انتشر الجهَلْ بينهم، وانتشر الفسق، وكان الشيطان وقتها يحارب عباد الله وأبناء آدم، إلا أن نوح اصطفاه الله ليُرسل رسالة الله إليهم ويدعوهم للعودة من جديد لعبادة الله الواحد الأحد، ودعا قومه الى الإيمان والتوحيد.
من هو نوح عليه السلام :
- يعتبر الكثير أن نوح عليه السلام هو أول رسل الله، رغم ان سبقه الكثير من الأنبياء، إلا أنها كانت رسالات ايمانية في بدايات خلق الله للإنسان، أما دعوة نوح هى دعوة خالصة لعبادة الله والابتعاد عن عبادة الأصنام، وهداية البشر، وبالتالى يعتبره الكثير من المؤرخين في الإسلام أنه أول الرسل.
- كما أنه من أولى العزم من الرسل الذين تحملوا الصعاب الكثيرة من أجل رسالة الله تعالى، فهو نوح بن لامك بن متوشلخَ بن خنوخ وهو إدريس بن يرد بن مهَلْاييل أو مهَلْائيل بن قينان أو قينن بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر.
- كما يُعتبر نوح في الاسلام بداية جديدة لخلق البشر، لأنه جمع العديد من المخلوقات في سفينة، بينما أهَلْم الله بقية القوم من على الأرض، وتبقى نوح ومن اتبعه كبداية مرحلة جديدة من البشرية عقب المرحلة التي جاءت مع بداية خلق آدم عليه السلام.
بداية دعوة النبي نوح ورد فعل قومه :
- بدأ سيدنا نوح دعوة قومه الى عبادة الله والتوحيد، وترك عبادة الأصنام والتأكيد على أنه بدع مصيرها النار، فلم تلقى دعوة نوح رد فعل ايجابي من قومه، وكان يرفضون كلامه، ويضعون أصابعهم في أذانهم تجاهَلْا لكلام نوح.
- شكى نوح الى الله تعالى الذى طالبه بالصبر وعدم اليأس والاستمرار في الدعوة، الا أن قومه استمروا في عصيانهم ورفضوا ورفضوا كلامه، إلا القليل منهم صدقوه واتبعوا رسالته.
- حتى أمر الله النبى نوح بصناعة سفينة كبيرة، وأن يجمع من آمن من قومه، ويجمع من كل الكائنات الحية على وجه الأرض كل زوجين اثنين، وأن ينتظر أمر الله.
- وبالفعل بدأ نوح وأتباعه صناعة السفينة، وكان ذلك ينال سخرية قوم نوح، حيث كانوا يقولون له، “هَلْ بعد النبوة أصبحت نجارا”.
- حتى جاء أمر الله وطلب من نوح وقومه والكائنات التي جمعها بأن يركبوا السفينة، وبعد أن حدث ذلك سارت السفينة وحدث أمر الله.
الطوفان وسفينة نوح :
- ولما جاء أمر الله انهالت السيول على قوم نوح، وخرجت الأرض بفيضان عظيم بالاضافة الى العديد من العواصف القوية التي ضربت الأرض.
- فهَلْك قوم نوح وكل من على الأرض عدا من ركب السفينة، حتى أن أحد أبناء نوح العاصين استقل جبل عصى أن ينجو، إلا أن نوح نادى عليه وطلب منه ركوب السفينة، إلا أن الابن رفض، حتى حال الموج بينهما.
- ثم هدأت الأرض واستقرت السفينة وخرج نوح ومن آمن معه ليعيشوا في الأرض في بداية عهد جديد من البشرية.
- وخرج بعد ذلك من نسل نوح، جميع الأصول البشرية، حيث خرج من أحدهما الأصول الأفريقية، ومن الأخر الأصول الأوروبية، ومن الأخر الأصول الأسيوية.
- وقد بعث الله سيدنا نوح وعمره أربعمائة وثمانين سنة ، وعاش بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة، وبذلك يكون قد عاش ألف سنة وسبعمائة وثمانين سنة والله أعلم.
الدروس المستفادة من قصة سيدنا نوح عليه السلام :
- أن دعوة الرسل كلها تتفق الى أصول الإيمان والتوحيد بالله والابتعاد عن الشرك بالله، فمهما اختلف دعوة كل نبى الى قومه، الا أنها تعود في النهاية إلى الدعوة الأساسية وهى التوحيد بالله.
- تحدثت دعوة نوح عن فضيلة مهمة من الفضائل التي يدعو إليها الله تعالى وهى فضيلة الصبر، حيث صبر نوح على قومه كثيرا ولم ييأس حتى جاءه أمر الله تعالى وتحرك بعدها من خلال بناء السفينة
- أهمية ذكر الله في كل شئ يفعله الإنسان، فرغم قيمة سيدنا نوح لدى المولى عز وجل، إلا أنه عند التحرك بالسفينة ذكر اسم الله عليه من أجل التبرك به، حيث قال “بسم الله مجراها ومرساها”.
- أهمية الإخلاص لله، والذى تواجد لدى الأنبياء، حيث تظهر تلك الفضيلة في عبوديّتهم لله، وفي دعوتهم لقومهم، وصبرهم على كل ما يتعرضون له من أذى.
- أيضا الدعاء لله عند التعثر وطاعة الله الدائمه على حساب طاعة البشر، وأن الله صانع المعجزات وقادر على كل شيء وبيده ملكوت الدنيا، وأن مع العسر يسر وبعد الصعوبات يأتي فرج الله تعالى.
قصة سيدنا نوح في القرآن الكريم :
- وُردت قصة سيدنا نوح في القران، حيث قال تعالى في سورة الأعراف “لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63) فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ”.
- كما قال تعالى في سورة هود، “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29) وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30) وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31) قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33) وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35) وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47) قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ”