النفط يحقق مكاسب متتالية وسط آمال الطلب القوي
تتجه أسعار النفط العالمية نحو الارتفاع الأسبوعي الرابع على التوالي، بينما لم يطرأ تغير يذكر على الأسعار مع افتتاح الأسواق الآسيوية، تقترب أسعار النفط من أعلى مستوياتها منذ أواخر أبريل، بفضل الآمال في الطلب القوي على الوقود في الصيف وبعض المخاوف بشأن العرض.
عناصر المقال
النفط يحقق مكاسب متتالية وسط آمال الطلب القوي
واصلت أسعار النفط ارتفاعها للأسبوع الرابع على التوالي، مدفوعة بتزايد الآمال في الطلب القوي على الطاقة، ويأتي هذا الاتجاه التصاعدي على خلفية تزايد التفاؤل بشأن تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات جائحة كوفيد-19، وهو ما يعزز الطلب على النفط ومشتقاته.
ارتفع النفط هذا الأسبوع بفضل توقعات بزيادة الطلب خلال الصيف في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم، وقال محللون في “إيه إن زد” للأبحاث في مذكرة اليوم، “تلقت معنويات السوق الدعم هذا الأسبوع من خلال مؤشرات على زيادة حركة النقل وتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط”.
وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأسبوع الماضي عن انخفاض كبير قدره 12.2 مليون برميل في المخزونات، مقارنة بتوقعات المحللين بسحب 700 ألف برميل.
أما بالنسبة للإمدادات، فقد ذكرت رويترز أمس أن شركتي النفط الروسيتين روسنفت ولوك أويل ستخفضان بشكل حاد صادراتهما النفطية من ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود في يوليو المقبل.
وفي الوقت نفسه، خفضت أرامكو السعودية أسعار الخام العربي الخفيف الذي ستبيعه إلى آسيا في أغسطس إلى 1.80 دولار للبرميل فوق متوسط عمان/دبي، مما يؤكد الضغوط التي يواجهها منتجو النفط في أوبك مع زيادة الإمدادات من خارج أوبك.
وتتجه أسعار النفط الخام أيضًا للأسبوع الرابع من المكاسب القوية، وسط توقعات بمزيد من التشدد في أسواق النفط في الأشهر المقبلة، وساعد ضعف الدولار أيضا أسعار النفط هذا الأسبوع مع تزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأمريكية.
العوامل المؤثرة على ارتفاع أسعار النفط
- التعافي الاقتصادي العالمي : مع تسارع وتيرة التطعيم ضد فيروس كورونا في العديد من الدول، بدأت الأنشطة الاقتصادية تعود تدريجياً إلى طبيعتها ويؤدي هذا الانتعاش إلى زيادة مستوى الطلب على النفط، خاصة في قطاعي النقل والصناعة.
- قرارات أوبك: تدعم قرارات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، فيما يعرف بمجموعة أوبك، الأسعار من خلال تنظيم مستويات الإنتاج، ويسهم الالتزام بحصص الإنتاج واستمرار تمديد تخفيضات الإنتاج في تحقيق التوازن بين العرض والطلب في السوق.
- الطلب المتزايد من آسيا: تعد آسيا، وخاصة الصين والهند، من بين أكبر مستهلكي النفط في العالم، ويؤدي النمو الاقتصادي المستمر في هذه البلدان إلى ارتفاع معدلات استهلاك الطاقة، مما يضغط على الأسعار.
- الأزمات الجيوسياسية: يمكن أن تؤثر الأوضاع غير المستقرة في بعض الدول المنتجة للنفط، مثل الأزمات السياسية أو الصراعات المسلحة، على الإنتاج وتؤدي إلى انخفاض العرض في الأسواق العالمية.
التوقعات المستقبلية لأسعار النفط
يتوقع المحللون أن تستمر أسعار النفط في الارتفاع على المدى القصير إلى المتوسط، مدفوعة بعدة عوامل بما في ذلك استمرار التعافي الاقتصادي وسياسات إنتاج أوبك وتزايد الطلب من قبل الدول النامية، ومع ذلك لا يزال سوق النفط يواجه تحديات، مثل التحول إلى الطاقة المتجددة والسياسات البيئية التي يمكن أن تؤثر على الطلب على النفط في المستقبل البعيد.
في ختام مقالنا اليوم النفط يتجه للأسبوع الرابع على التوالي من المكاسب وسط آمال الطلب القوي، يعكس الارتفاع المستمر في أسعار النفط توقعات قوية بزيادة الطلب، لكن السوق تظل حساسة للتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية التي يمكن أن تؤثر على هذا الاتجاه.