هل كان النبي شعيب معاصراً لزمن النبي موسى
مودة شريف آخر تحديث :
هل كان النبي شعيب معاصراً لزمن النبي موسى؟ وما دليل من يقول بالمعاصرة، ومن يعترض عليها؟ فالله عز وجل أرسل الرسل وبعث الأنبياء لحكمة عظيمة، وهي إقامة الحجة على الخلق، حتى لا يحتجوا بعد الإنذار أو التكليف، وكان إرسال الله للأنبياء في فترات زمنية متفاوتة، بيد أن بعض الأنبياء تواجدوا في نفس الفترة، وكان ذلك لحكمة، لذا عبر موقع فكرة نُبين ذلك.
عناصر المقال
هل كان النبي شعيب معاصراً لزمن النبي موسى؟
- اختلف المفسرون وأهل العلم في وجود مصاهرة بين الرسولين شعيب وموسى، فالبعض يقول بوجود مصاهرة بينهما.
- من ثم فهذا يدل على أن النبي شعيب كان معاصرًا لزمن سيدنا موسى، والبعض ينفي ذلك، ولكل فريق أدلة تؤيده.
اقرأ أيضًا: قصة سيدنا موسى في القران
المصاهرة بين شعيب وموسى.. بين التأييد والنفي
1- الدليل على المصاهرة بين سيدنا شعيب وموسى
- أن قول الله عز وجل: “ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ..” وقوله” قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا..” إنما قُصِد بأبيها شعيب عليه السلام، وأنه استأجر موسى.
- كما قال القرطبي أن الابنتان اللتان سقيا لهما موسى هما ابنتا شعيب، وهذا ظاهر القرآن الكريم، وأن شعيبًا بُعِث إلى أصحاب الأيكة، وأصحاب مدين، قال تعالى: “ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ” [الشعراء: 176، 177].
- كما قال تعالى في سورة الأعراف: “ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا… (85)”
- كل تلك الأدلة تدل على وجود مُصاهرة بين سيدنا موسى وشعيب، بالتالي يكون شعيبًا قد عاصر موسى عليه السلام.
2- الدليل على عدم المصاهرة بين سيدنا شعيب وموسى
- أصحاب هذا الرأي يرون أن من صاهره سيدنا موسى لم يكن شعيبًا، وإنما كان رجلًا آخر.
- استدلوا على ذلك بقول الطبري: ” أما أبوهما ففي اسمه خلاف، فقال بعضهم: كان اسمه يثرون، وعن أبي عبيدة قال: كان الذي استأجر موسى ابن أخي شعيب يثرون، وقال آخرون: بل اسمه يثربى.
- الفتاتين اللاتي سقى لهما موسى هما ابنتا شعيب، بيد أن شعيبًا كان قد مات، هذا ما قاله القرطبي: “ وروى أن اسم إحداهما “ليا”، والأخرى” صفورية” ابنتا “يثرون”، ويثرون هو شعيب عليه السلام، وقيل: ابن أخ شعيب، وأن شعيبًا كان قد مات.”
- على الرغم من استشهاد الفريقين بأدلة متعددة، بيد أن الفريق الأول استشهد بأدلة لا أساس لها ولا سند، كما أن القول بأن شعيبًا بعث لقومين هذا مما لا خلاف عليه، بيد أنه لا يثبت أن شعيبًا كان معاصرًا لموسى.
- لذا فإن القول الأولى بالترجيح هو ما ذهب إليه أصحاب القول الثاني بأن من صاهره موسى كان رجلًا آخر.
- مما يدعم ذلك.. هو قوله تعالى بعد قصة سيدنا شعيب: “ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى..” أي متتابعين بين كل اثنين فترة طويلة، ثم قال: “ ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ..” هذا دليل على عدم معاصرة موسى لسيدنا شعيب.
اقرأ أيضًا: ما اسم قوم شعيب
الحكمة من تعدد الأنبياء في فترة زمنية واحدة
- كون الأنبياء بعثوا إلى أقوامهم خاصة: وهذا ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث، منها: ” أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ مِنَ الأنْبِيَاءِ قَبْلِي…وكانَ النبيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وبُعِثْتُ إلى النَّاسِ كَافَّةً“
- لأجل ذلك تواجد أكثر من نبي في نفس الفترة، كل منهم بعث لقومه خاصة، فكان تعدد الرسل؛ بسبب تعدد الأمم التي بعث الرسل إليها.
- في ذلك يقول الله عز وجل: “ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ…” [إبراهيم:4].
- كون المرسل إليهم يحتاجون إلى أكثر من رسول: وذلك أن بعض الأمم أو الأقوام يكون فيهم من البعد عن الهدى والعتو ما يحتاج أكثر من نبي، وذلك من أجل إقامة الحجة عليهم، بين الله عز وجل في القرآن، فقد بعث الله إلى قرية رسولين فكذبوهما، فزيدت بثالث.
- قال الله عز وجل: “ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ* إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ” [سورة يس:13-14].
- كون الرسول قد يحتاج إلى من يعينه ويُبين عنه: وهذا ما حدث مع سيدنا موسى، فأرسل الله معه أخاه هارون، ورد ذلك في قوله تعالى: “ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ” [القصص:34].
توجد أمور يعد انشغال المرء بها مما لا نفع فيه ولا فائدة، لذا فالواجب حيال تلك الأمور الترك، والانشغال بما فيه صلاح ونفع، وهذا ما كان عليه السلف الصالح.
أسئلة شائعة
-
ما هي معجزة موسى؟
معجزات سيدنا موسى كثيرة، منها العصا، والسحر، والطوفان.
-
كم عدد معجزات موسى؟
تسع معجزات.