ما هي السورة التي استمع لها الجن وقالوا سمعناً قرآناً عجبا
ما هي السورة التي استمع لها الجن وقالوا سمعناً قرآناً عجبا ، الجن مخلوقات من الله مثلها مثل الإنسان، ولكنها تعيش في عالمها الخاص، وهي كالبشر فيها الخير وفيها الشر قد خلق الله الجن يتواجدون على الأرض قبل الإنسان، لعبادة الله وعمارة الأرض، حتى خلق الله الإنسان فحصل على تلك المهمة إلا أن الجن لا يزال متواجد حتى تقوم الساعة.
عناصر المقال
معلومات عن الجن
- الجن كائنات غير مرئية لا يمكن للإنسان ان يراها، حيث هم الخلق الخفي الذين يبتعدوا عن أعين الانسان فلا يراهم، ولكنهم يرون الانسان الذي يتم وصفه بأنه كائن مرئى.
- والجن من مخلوقات الله خلقها الله تعالى من نار السموم قبل خلقه للإنسان وآدم عليه السلام، وللجن ذرية اناث وذكور.
- والجن قبائل ومعاشر وامم، ولأن الجن احد خلق الله في الأرض فيصير عليهم ما على الانسان من قوانين الهية، فيموت الجن ويبعث ويُحشر ثم جزاء وعذاب وجنة ونار.
الجن والقرآن :
- إن أثر القرآن ليس على الانسان فقط بل يمتد ايضا الى بقية المخلوقات التي خلقها الله، فيتأثر به الطيور والحيوانات والنباتات أيضا، فهو كلام الله والوحى الذى أنزله على الأرض لجميع خلقه، وبالتالى هو يؤثر على كافة مخلوقاته ومن بينهم أيضا الجن.
- فقد اوحى الله الى نبيه أنه سخر له نفر من الجن للاستماع الى قرأنه، حتى يؤمنوا به ويصدقوه وينصروه، حيث يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز، “قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا”، كما ان للجن سورة خاصة في القران الكريم اسمها سورة الجن.
- ويعتبر إيمان الجن برسالة النبى محمد و تأثرهم بالقرآن تأييد على من الله تعالى لدعوة الإسلام حيث جعله مصدقا من الثقلين وهما “الإنس والجن”، ومعظمها من العالمين.
السورة التي استمع لها الجن وقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا :
- خرج عن القرآن كما ذكرنا في سورة الجن أنهم استمعوا لآيات من القرآن قالوا عنها “إنا سمعنا قرآنا عجبا .
- وقد جاء في بعض الأحاديث أن تلك السورة هي سورة الرحمن، حيث جاء ما يُفيد أنه قرأ عليهم سورة (الرحمن ).
- وهذا لا يمنع أن رسول صلى الله عليه وسلم قرأ عليهم أيضاً سور قرأنية اخرى غير سورة الرحمن، ولكننا لم يتم الوقوف على دليل حتى الأن على ذلك .
سورة الرحمن :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .. الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ(3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ(4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ(6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ(7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ(8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ(9) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ(10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ(11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ(12) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(13) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ(14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ(15) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(16) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ(17) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ(19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ(20) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ(22) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25)كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ(26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ(27) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(28) يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ(29) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(30) سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (31) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ(35) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36) فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ(37) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ(39) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ(41) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ(43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ(44) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(45) وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ(48) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ(50) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ(52) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ(54) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(55)فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ(56) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ(58) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ(60) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(61) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(63) مُدْهَامَّتَانِ(64) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ(66) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ(68) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ(70) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ(72) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ(74) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ(76) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ(78)
فضل سورة الرحمن ومميزاتها وسبب نزولها :
- سورة الرحمن فضل كبير في فهي عروس القرآن كما أُطلق عليها، وهي السورة الوحيدة التي بدأت باسم من أسماء الله تعالى وهو الرحمن.
- كما أن سورة الرحمن هى جاءت لذكر نعم الله التي لا تحصى ومن بينها نعمة القرآن ، كما انها نزلت لإثبات صفة الرحمة على المولى عز وجل في وصفه الرحمن، واستخدمت أسلوب الترهيب للأشقياء وما يعانون في الأخرة من أهوال فزع يوم القيامة.
- كما أشارت إلى العدل، وضرورة إرجاع الحقوق إلى أصحابها، وحاجة الناس إلى رحمة الله.
- وأيضا أشارت الى العديد من النعم مثل نعمة العلم ونعمة البيان وما أعد من الجزاء للكافرين ومن الثواب للمتقين.
- ناقشت سورة الرحمن مسائل أصول العقيدة والإيمان بالله عزّ وجل، وامتازت بالابداع في أسلوبها وكلماتها.
ما الحكمة في الاشارة من القرآن إلى الجن :
- حرص المولى عز وجل الى توبيخ عدد من المشركين والإشارة الى أن هناك خلقا من الجن تعلموا القرآن اعترفوا بوجوده.
- كما حرص الرسول الى الاخبار بأنه أوحي إليه بخبر الجن من أجل التأكيد على شرف الدين، ورسالة للمشركين، بأن إذْ كان خلقا من الجن تعلموا ونالوا شرف القرآن، وفهموا مقاصده، وهم لا يعرفون لغته ولا يدركون بلاغته، ورغم ذلك اعترفوا به وأقبلوا عليه.
- بينما هناك من المشركين والذي جاء القرآن بلسانهم، وأدركوا خصائص بلاغته، أنكروه، وابتعدوا عنه.
- هناك نفر من الجن آمنوا بالله ونالوا شرف التوحيد به ومعرفة آياته وأسمائه وصفاته ، فصار عدد منهم من أكرم خلق الله.
يقول المولى عزل وجل في كتابه، “وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لاَ يُجِبْ دَاعِي اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبين”