قصة موسى عليه السلام مع فرعون كاملة
محمد مزيد آخر تحديث :
قصة موسى عليه السلام مع فرعون كاملة ، إن الله تعالى اصطفي أنبياءه المرسلين بعناية شديدة، وكان لكل نبى مميزاته وصفاته التي أوجدها الله فيه لكى يرسله لقومه من أجل توصيل رسالته جل جلاله وكان لكى نبى معجزات حتى يُثبت لأهَلْه أنه مرسل من المولى عز وجل، وحتى لا يكون لديهم أى حجج لتكذيبه أو إنكار رسالته من أشهر أنبياء الله الذى ارتبط بمعجزات كبيرة وشهيرة، هو نبى الله موسى عليه السلام، وقصته الشهيرة جدا مع فرعون مصر.
عناصر المقال
بداية قصة سيدنا موسى منذ الطفولة :
- حكم الفراعنة مصر منذ الآف السنين، وكان أحد الفراعنة قد رأى في منامه أن هناك ولد سيُولد من بنى اسرائيل الذين جاءوا الى مصر مع نبى الله يوسف، وهذا الطفل سينهى مُلك فرعون في المستقبل
- غضب فرعون بشدة من تلك الرؤية وخاف على حكمه ومُلكه وسلطانه، فقرر قتل كل من يولد ذكر من بني إسرائيل.
- وكان من بين هؤلاء أم نبى الله موسى، حيث ولدت ولدها موسى الذى يرجع نسبه الى بني اسرائيل وال يوسف ويعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.
- فخافت أم موسى بشدة على ولدها، ولا تدرى ماذا تفعل، لحماية ابنها الصغير، حتى جاء الهام اليها من السماء أن تضع ولدها في صندوق وتُلقيه في نهر النيل، تستودعه الله، وبالفعل قامت أم موسى بفعل ذلك، وطلبت من ابنتها شقيقة موسى أن تراقب الصندوق في النهر جيدا.
- يقول تعالى، “وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ”
- وراقبت أخت موسى الصندوق جيدا حتى استقر به الحال الى قصر فرعون، فوقع تحت بصر امراة فرعون ونزلت وحصلت عليه ووجدت به طفلا، انبهرت به امراة فرعون، ومنعت زوجها من قتله، وطلب تربيته عسى أن يتخذه ولدا.
- يقول تعالى، يقول تعالى، “وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ”
- وطلبت امرأة فرعون بمُرضعة ترضع الطفل، إلا أن الله حرم عليه كل المراضع، حتى جاءت أخت موسى وتدلهم على أمها، وبالفعل استجاب الطفل الى رضاعة أمه الحقيقية وعاد من جديد إليها.
- يقول تعالى، “وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ، فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ”
بلوغ نبى الله موسى للرشد وخروجه من قصر فرعون :
- تربى نبى الله موسى في قصر فرعون، وعندما كبر وبلغ رشده واستوى، خرج موسى من القصر وسار في طريقه ليجد معركة بين رجلين، أحدهما من قومه بنى إسرائيل، والآخر مصرى من آل فرعون، فاستغاثه الذى من بنى اسرائيل فأغاثه موسى وسانده في المشاجرة حتى قتل الرجل الآخر المصرى.
- فهرب موسى خائفا من أهَلْ القتيل ومستغفرا ربه عما بدر منه، ثم جاء إلى موسى رجل يعرفه، يحذره من انتقام اهَلْ القتيل ويطلب منه الهروب.
- يقول تعالى، “وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ”
- فهرب موسى الى مدين بفلسطين، حيث وجد سوق كبير وبع بئر عليه زحام من أجل ملء الماء، وكانت هناك امرأتين لا تتمكن من مجاراة الزحام على البئر.
- فقام موسى بمساعدتها حتى ملء الماء لهن، فذهبت الامراتين الى والدهما ، وكان رجل حكيم، ويقال إنه كان نبى الله شعيب، فروت أحداهن ما حدث لهن في البئر، فطلب الذهاب وإحضار الرجل.
- فذهبت إحداهن إلى موسى، على استحياء وقالت له أن والدها يريد ان يكافئه، وذهب موسى إليه وحكى له ما حدث له، فقال له لا تخف نجوت من القوم الظالمين. وهنا طلب منه الرجل أن يعمل لديه ثمانية سنوات، وأن يتزوج أحد بناته، وبالفعل ظل موسى عند الرجل الحكيم عدة سنوات حتى خرج بعدها الى قومه من جديد.
- يقول تعالى، “وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ
رسالة نبى الله موسى ومواجهه فرعون :
- خرج نبى الله موسى من عند الرجل الحكيم بعد أن قضى عنده عدة سنوات قيل أنها عشرة سنوات، وبينما هو في الصحراء مع قومه، رأى نارا من بعيد، فذهب اليها حتى ياتى بها لاستعماله في الأمور الحياتية، وبمجرد ان اقترب جاءها هاتف كبير برسالة الله عسى وجل، فوجده يده بيضاء من غير سوء، وعصاه التي يستخدمها في تربية الأغنام تحولت الى ثعبان كبير.
- انه معجزة الله التي أرسلها إليه وبداية رسالته، حيث كلم الله موسى لأول مرة، وطلب منه أن يذهب إلى فرعون وقوه برسالته لعله يهتدي.
- يقول تعالى، “فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ”.
- ذهب موسى الى فرعون ودعاه الى عبادة الله وحده، فغضب فرعون بشدة، وذكره بتربيته السابقة في القصر، وبقتله السابق لأحد قوم مصر، فأخرج موسى معجزاته، وقام بتحويل عصاه الى ثعبان، واخرج يديه من جيبه حتى تبدو بيضاء.
- فهاج فرعون واتهمه بالسحر وتوعده بشدة، حتى أكد فرعون على قدرته ابطال سحر موسى، وطلب منه الحضور يوم الزينة اليه، وهو احد أيام الاحتفال لدى الفراعنة، حيث سيُدخله في مبارزة مع السحرة.
- وجاء يوم الزينة وحضر سحرة فرعون، ورما كل ساحر عصاه فظهرت كأنها ثعبان، فهَلْل قوم فرعون بانتصاره على موسى، الا ان نبى الله قذف عصاه حتى تحولت الى ثعبان ضخم يأكل كل ثعابين السحرة، فكان الانبهار أقوى من السحرة ، أنفسهم الذين سجدوا ايمانا برب موسى.
- كان غضب فرعون شديد، وتوعد السحرة، واكد لهم ان كل هذا سحر وموسى كان كبيرهم، فلم يُبالى السحرة بكلام فرعون وذهبوا مع موسى مؤمنين وموحدين بالله تعالى.
هَلْاك فرعون ونجاة موسى :
- حارب فرعون موسى وقومه بشدة، حتى أوحى الله الي موسى بالخروج بقومه من مصر، وبالفعل خرجوا وتوجهه الى خارج مصر فاتبعهم فرعون وجنوده، حتى لحقهم فرعون عند شروق الشمس، ولم يجد موسى امامه سوى البحر، فأوحى اليه أن يضرب بعصاه البحر، فتم فتح طريق يابس داخل البحر عبر من خلاله موسى وقومه الى الناحية الأخرى.
- بينما جاء فرعون ولحق موسى داخل المنطقى اليابسة املا في لحاقه، الا ان البحر انقبض على فرعون وجنوده حتى ماتوا غرقا، وقيل أن جثة فرعون ذهبت الى البر الأخر من البحر.
- وقد جاء في كتاب الله تعالى، أن فرعون وهو يغرق في البحر أمن برب موسى، الا أن الوقت قد مضى على ذلك ، حيث يقول تعالى، ” وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ”.
- بعد ذلك بدأ موسى مع قومه مرحلة جديدة من رسالة الله تعالى، لم تكن أقل قوة أو تحدى من التي واجهه موسى مع فرعون، وسيكون لنا فيها حديث آخر بإذن الله