من هو النبي الذي قتله إبليس؟ هل السؤال صحيح أم أكذوبة؟

لكل نبي من أنبياء الله سبحانه وتعالى مُعجزات تختلف عن مُعجزات باقي الأنبياء وقد ميز الله سبحانه وتعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالكثير من المُعجزات وقد كان أعظمها القرآن الكريم الذي لا يأتي الباطل ولا يرد إليه احتمال الخلل أو النقص.

من هو النبي الذي قتله إبليس؟

نبي الله زكريا عليه السلام نبي من أنبياء الله سبحانه وتعالى فهم بشر ولهم من النسب ما لهم، وقد مارسوا المهن واجتهدوا في ذلك، وهناك العديد من البشائر حيثُ جاء قول الله -تعالى-: “يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا*قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا*قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا“.

عند الرجوع إلى أمهات الكتب من السير والتاريخ تم الكشف عن أن ابن عساكر والثعلبي رووا عن كعب وابن عباس -رضي الله عنهما- أن نبي الله زكريا عليه السلام هو النبي الذي قتله إبليس.

حيثُ جاءت القصة أن امرأة سوء أحبت نبي الله يحيى عليه السلام وكانت من أصحاب النفوذ والقوة، وعندما امتنع عنها عليه السلام طلبت رأسه فقتل عليه السلام وحصلت على رأسه في وعاء، وقيل إن الله تعالى خسف بها وبعائلتها الحاكمة الأرض وقيل إن هذا غضب الله لزكريا عليه السلام.

أرادوا أيضًا أن يغضبوا بمن خُسف بهم فلحقوا بزكريا عليه السلام لقتله وكان إبليس معهم ويدلهم على مكانه بينما هو هارب عليه السلام وقد كان مُختبأ في جوف شجرة فُتحت له للاختباء فدخل بها.

جاء إبليس ليمسك طرف الثوب ويتركه خارج الشجرة حتى يستدل عليه بنو إسرائيل، ولما وصلوا وعلموا أن زكريا عليه السلام بداخلها نشروه بالمنشار وهو داخل الجذع حتى مات عليه السلام.

هل السؤال صحيح أم أكذوبة؟

في إطار الحديث عن من هو النبي الذي قتله إبليس؟ هل السؤال صحيح أم أكذوبة؟ يجب العلم أن لا أحد يعلم صحة تلك الرواية على وجه التحديد فقد تكون من مرويات أهل الكتاب لكن الذي نعمله حق اليقين أن الله تعالى ذم بني إسرائيل لقتلهم الأنبياء بقوله -تعالى-: “وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ“.

دعاء النبي زكريا عليه السلام

جاءت سيرة نبي الله زكريا عليه السلام في القرآن الكريم وتحديدًا ما حدث له عندما دعا الله تعالى بعد تقدمه في العمر وامتلاء رأسه بالشيب وتقدم بزوجته السن، حيثُ دعا ربه بأن يرزقه الذرية الصالحة حتى يكون لقومه من بعده من يردعهم عن الظلم والفساد ويدعوهم لعبادة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.

قال الله -تعالى- على لسان النبي زكريا عليه السلام: “قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا*وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا*يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا“.

قال الإمام ابن كثير في تفسير تلك الآيات أن النبي وجه خوفه من أن يتصرفوا بعده في الناس تصرف سيء فسأل الله ولدًا حتى يكون نبيًا من بعده ليسوسهم بنبوته وما يوحي إليه فأجيب في ذلك.

توجه زكريا عليه السلام بالدعاء إلى الله تعالى وسأله الذرية بقوله: “رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ” فاستجاب له الله تعالى فقال تعقيبًا على دعوته: “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ“.

نختم مقالنا عن من هو النبي الذي قتله إبليس؟ هل السؤال صحيح أم أكذوبة؟ وهو نبي الله زكريا عليه السلام الذي كان يعمل بالنجارة دون راحة حيث كان جميع أنبياء الله عليهم السلام يعملون ويكدون وثبت عنه عليه السلام أنه كان يدعو للعمل والتكسب وطلب الرزق.