من النبي الذي لم يامنو به قومه؟
قصص الأنبياء هي مجموعة متنوعة من القصص المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية مرتبطة بتفسير القرآن الكريم وتم تأليف الكثير من الكتب عنها عبر العصور الإسلامية تشمل الخمسة وعشرين نبي المذكورين في القرآن الكريم بدايةً من آدم انتهاءً بمحمد عليه أفضل الصلاة والسلام وكان لكل نبي مُعجزة تختلف عن النبي الآخر.
عناصر المقال
من النبي الذي لم يامنو به قومه؟
بعث الله سبحانه تعالى النبي يونس إلى نينوي في العراق لقوم انتشر الشرك بينهم وكانوا يعبدون الأصنام فأحوى إليهم يونس وأرشدهم إلى عبادة الله وحده لا شريك لكنهم كذبوه وكفروا برسالته وأصروا على عبادة أصنامهم وأوثانهم ومن بينهم صنم “عشتار”.
استمرت دعوة يونس عليه السلام لقومه 33 سنة لكن لم يؤمن معه سوى رجلين وشعر باليأس من قومه وتركهم وخرج من بلدتهم ظنًا منه أن الله تعالى لن يؤاخذه لأنه قدم كل ما عليه في سبيل الدعوة ولم يستجب أحد.
حين خرج النبي يونس بدأ يحل على قومة بوادر العذاب الذي توعدهم فيه من سحب سوداء ودخان وبحثوا عنه ليهديهم إلى طريق التوبة والإنابة فلم يجدوه، فأتى رجل شيخ فسألوه عما يجب فعله وأرشدهم إلى طريق التوبة إلى الله تعالى فجمعوا بعضهم البعض وجعلوا على رؤوسهم الرماد ولبسوا المسوح من اللباس تواضعًا لله سبحانه وتعالى وأقبلوا عليه في مشهد عظيم ضارعين له أن يصرف عنهم العذاب ويتوب عليهم وقبل الله تعالى إيمانهم بعد الكفر والعِناد لكن لم يشهد يونس عليه السلام هذا الحال منهم.
قصة النبي يونس عليه السلام
في سياق الحديث عن من النبي الذي لم يامنو به قومه؟ فبعد أن خرج يونس عليه السلام من نينوي ذهب إلى قوم وركب معهم السفينة ولما وصلت بهم إلى عرض البحر تمايلت واضطربت واهتزت ولم يجدوا سبيل للخلاص سوى أن يلقوا بأحدهم تخفيفًا للحمل.
اقترعوا على من يُلقى بنفسه في البحر فخرج سهم يونس عليه السلام ثلاث مرات، فلم يجد إلا أن يقوم بإلقاء نفسه في البحر وظن أن الله تعالى سوف يُنجيه من الغرق وبالفعل أقبل إليه حوت أرسله الله تعالي.
كان يونس في بطن الحوت وهو يظن أنه مات لكنه استطاع تحريك يديه وساقيه فسجد شكر لله تعالى، وظل في بطن الحوت ثلاثة أيام وسمع فيها أصوات غريبة فأوحي الله تعالى له أنها تسبيح مخلوقات البحر فأقبل هو أيضًا يسبح الله تعالى قائلًا: “لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين” وبعد ذلك أمر الله تعالى الحوت أن يقذف به على اليابسة وأنبتت عليه شجرة يقطين يستظل بها ويأكل من ثمرها حتى نجا.
عاد يونس عليه السلام بعد ذلك إلى نينوي حيثُ قومه الذين كانوا مؤمنين بالله تعالى موحدين، فمكث معهم حينًا من الدهر وهم على حال التقى والصلاح وقال الله -تعالى-: “وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ*فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ” ثم عادوا إلى كفرهم مرة أخرى فنزل فيهم عذاب الله تعالى فأخذهم جميعًا وأصبحوا عبرة لمن خلفهم.
فوائد قصة يونس عليه السلام
هناك العديد من الفوائد التي يمكن الاستفادة منها من قصة دعوة يونس عليه السلام لقومه، وهي:
- عدم الاستعجال فقد جاء قول الله -تعالى-: “وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ” فقد كان عليه عدم الاستعجال وترك قومه بمفردهم.
- خروج يونس عليه السلام من قومه غاضبًا عليهم وعلى حالهم وعدم نزول العذاب الموعود فيهم وظنه أن الله تعالى سوف يعطيه المجال لدعوة أقوام أخرى طالما أن قومه لم يأخذوا بكلامه لكن الله أراد الهداية المتأخرة لقومه.
- الصبر هو مفتاح الفرج والطريق المناسب لتحقيق الغايات المتأخرة ويجب أن يكون الشخص صبور في دعوته فإن الناس تخاف من التغيير وتكسل من العبادات فتتأخر لذا على المسلم الداعي إلى ربه عز وجل أن يكون صبورًا ليصل إلى غايته.
- التمسك بصيغة التسبيح الآتية في قصة يونس عليه السلام وهي “لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين” فهي جامعة وشاملة للتوحيد والتسبيح والاعتراف بفضل الله تعالى على العبد.
نصل لنهاية مقالنا عن من النبي الذي لم يامنو به قومه؟ والإجابة هي نبي الله يونس عليه السلام الذي تركهم وذهب إلى سفينة مع قوم آخر ووقعت عليه القرعة لإلقاء نفسه في البحر فالتقمه الحوت فنجاه الله سبحانه وتعالى.