من أجل راحة الحجاج.. تكنولوجيا تبريد الأسطح ومواجهة الإجهاد الحراري

Mariaam

قبل أن يبدأ موسم الحج لهذا العام، استكملت المملكة استعداداتها لخدمة ضيوف الرحمن، حيث ركزت جهودها لتوفير كافة وسائل الراحة والرعاية لحجاج بيت الله الحرام، وشملت هذه التجهيزات تقديم رعاية طبية وصحية على أعلى مستوى، وابتكار وسائل لتبريد الطرق ومواجهة الانبعاث الحراري الذي قد يتعرض له الحجاج.

من أجل راحة الحجاج.. تكنولوجيا تبريد الأسطح ومواجهة الإجهاد الحراري

تكنولوجيا تبريد الأسطح ومواجهة الإجهاد الحراري.. جهود متكاملة لتعزيز راحة الحجاج وحمايتهم
تكنولوجيا تبريد الأسطح ومواجهة الإجهاد الحراري.. جهود متكاملة لتعزيز راحة الحجاج وحمايتهم

أعلنت الهيئة العامة للطرق، بالاشتراك مع جهات متعددة ذات علاقة مثل وزارة البلدية والشؤون القروية والإسكان، ووزارة الحج والعمرة، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، وبرنامج جودة الحياة، وأمانة العاصمة المقدسة، عن توسيع تجربة تبريد الأسطح الإسفلتية في العديد من المواقع في المشاعر المقدسة، وتم تنفيذ هذه المبادرة بجانب مسجد نمرة في مشعر عرفات، بمساحة 25 ألف متر مربع.

الحد من ظاهرة الجزيرة الحرارية

نتيجة امتصاص الطرق لحرارة الشمس أثناء النهار، فإن درجة حرارتها  تصل في بعض الأوقات إلى 70 درجة مئوية، وتنبعث هذه الحرارة من الطرق ليلًا، مما يسبب “ظاهرة الجزيرة الحرارية” وللحد من هذه الظاهرة تم بدء استخدام الأرصفة الباردة، وهي مواد محلية الصنع تمتص كميات أقل من الأشعة الشمسية وتعكسها، مما يقلل من درجة حرارة سطحها مقارنةً بالأرصفة التقليدية.

استخدام طائرات الدرون

يتم استخدام طائرات الدرون لفحص الطرق ومراقبة سير المركبات، التي تقوم برصد درجة الحرارة لرصد الملاحظات على شبكة الطرق ورصد الطريق بشكل أسرع، واستكمال إجراءات عملية الفحص في أسرع وقت وبأقل جهد ممكن، ومن مميزات هذه التقنية مراقبة التعديات على الطرق وتسريع فحصها، ورفع مستوى السلامة عبر استخدام المسح الحراري، ورفع مستوى النظافة والصيانة على الطرق.

خدمات نوعية في المسجد النبوي

قدمت هيئة العناية بشؤون الحرمين مجموعة خدمات متنوعة في المسجد النبوي للحد من ارتفاع درجة الحرارة في المدينة المنورة وزيادة معدل قدوم ضيوف الرحمن بعد الحج وتشمل هذه الخدمات منظومة تكييف تعمل بكفاءة عالية لضبط درجة التبريد في المسجد النبوي، على أساس درجة الحرارة للمحافظة على جو متوازن.

وتبلغ مساحة المحطة المركزية للتكييف 70 ألف متر مربع، وتضم أكبر مكثف لتبريد الماء في العالم، يحتوي على 6 مبردات، سعة المبرد الواحد منها 3400 طن، وتصل درجة تبريد الماء إلى خمس درجات مئوية.

تقنيات التبريد والتظليل

تقوم الهيئة بتوزيع المياه الباردة بأحدث التقنيات المتطورة و التي تعمل بشكل آلي لضمان دقتها و التي تصل إلى 151 وحدة لمعالجة الهواء وتوزيعه وتبريده ويتم دفع الهواء البارد عن طريق الأنابيب المتصلة بأعمدة المسجد النبوي لتبريده ثم تعود المياه عبر أنابيب معزولة إلى المحطة المركزية لتكتمل عملية التبريد.

بالإضافة إلى ذلك وفرت الهيئة مظلات ضخمة في الساحات المحيطة بالمسجد ومراوح رذاذ لتلطيف الأجواء، يبلغ عدد المظلات 250 مظلة ضخمة بارتفاع 15م و14م، ويبلغ وزن المظلة الواحدة 40 طناً، تعمل بشكل  آلي لوقاية المصلين من حرارة الشمس، وحمايتهم من مخاطر الانزلاق والسقوط في حال نزول المطر، يوجد في الساحات 436 مروحة رذاذ، تخضع شبكة مياه الرذاذ للتعقيم المستمر لضمان جودة المياه وخلوها من البكتيريا.

استخدام الرخام الأبيض

تمت تغطية المناطق المخصصة للصلاة بساحات المسجد النبوي بالرخام الأبيض (التاسوس) لتقليل من درجة الحرارة، وهذا الرخام يتميز بقدرته على عكس الحرارة حيث يمتص الرخام الرطوبة عبر مسام دقيقة أثناء الليل، ويخرجها في النهار، مما يجعله دائم البرودة.

ختامًا، تبذل المملكة العربية السعودية قصارى جهدها من أجل توفير الراحة لضيوف الرحمن و قد قمنا بعرض تكنولوجيا تبريد الأسطح ومواجهة الإجهاد الحراري.. جهود متكاملة لتعزيز راحة الحجاج وحمايتهم.